2. الإيمان بالملائكة

وهي أجسام نورانية لطيفة خلقها الله تعالى قبل خلق العالم لا توصف بذكورة أو أنوثة ولا تنفك عن طاعة الله تعالى تشهد مخاطبة الله تعالى وتتكلم معه ولا تعصي الله ما أمرها مطلقاً وتفعل مايريد بعيدة عن الأحوال البشرية من أكل وشرب ونوم وتعب وملل ليست لديهم شهوات حيوانية ورغبات نفسية معصومون عن الأخطاء والمعاصي يمتلكون قوة كبيرة وسرعة هائلة ومقدرة على التّشكل بمختلف الأشكال بإذن الله تعالى لا يعلمون الغيب وما استأثر الله بعلمه إلا ما علمهم الله عز وجل وأطْلعهم عليه من الغيب.[1]

وإن الجانّ نوع من المخلوقات التي لا تُدرَك بالحواس وتمتلك الشعور والإرادة كالبشر وهي مكلفة باتباع الأوامر الإلهية، وفيهم الصالح والطالح والمؤمن والكافر، والشيطان من الجانّ.

إن الشيطان المتجرّئ على التمرد يبذل أقصى جهده ليُبعد الناس عن الطريق السّوي منذ زمن بني آدم.[2] ثم إن الله تعالى بين لنا أن الشيطان عدوّ لبني آدم في كثير من الآيات، فيقول تعالى:

{وَلا تَتَبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ}[3]

ويعلمنا أن العداوة القائمة بين بني آدم والشيطان ستدوم إلى يوم الدين من خلال تأكيده على الأحداث التي جرت بين آدم عليه السلام والشيطان [4] ويخبرنا في القرآن الكريم بأنه يراهم هو وأعوانه من حيث لا يرونهم، ويقعد لهم الصراط المستقيم، ويأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم،[5] ويزيّن لهم سيئاتهم،[6] ويمنّيهم ويعِدهم الغرور،[7] ويدفعهم إلى ارتكاب المحرّمات بتجاوزهم أوامر الله تعالى،[8] ويُوقِع بينهم العداوة والبغضاء[9]، ويوسوس ويكيد لهم.[10]

إنّ الله تعالى قد أعطى إبليس أبا الشياطين الْمُهلة التي طلبها منه[11] إلا أنه أعلمه أنه ليس له سلطان على عباده المخلصين والذين هم على ربهم يتوكلون، وبيّنَ أنهم في حفظه.[12]
إنَّمَا سلطان الشيطان على الذين يتولونه والذين هم به مشرِكون، وهو وليّ الذين لا يؤمنون.[13] يقول الله تعالى في كتابه الكريم:

{هَلْ اُنَبِّئُكُمْ عَلٰى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطينُ تَنَزَّلُ عَلٰى كُلِّ اَفَّاكٍ اَثيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَاَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} (الشعراء، 221-223)

فالقرآن يحثّنا على الاستعاذة بالله مِنْ وسوسة الشيطان ومكائده.[14]

ولكن ينبغي عدم تصوير الشيطان على أنه قوة لا تقهر فإمهال الله تعالى إياه وإعطاءه بعض الإمكانيات بموجب الابتلاء لا يعني أنه أعطاه قوة وسلطة لا محدودة حيث يوضّح القرآن الكريم أن مكائد الشيطان ضعيفة وأنه ليس له سلطانٌ تامٌّ على الناس فسلطانه لا يتعدّى دعوته إياهم إلى السوء.[15]



[1]ـ البقرة، 30-34؛ الأعراف، 11، 27؛ هود، 69-70؛ الحجر، 28، 51-52؛ الإسراء، 61، 92؛ الكهف، 50؛ طه، 116؛ ص، 71، 73؛ النجم، 5؛ التحريم، 6؛ التكوير، 20.

[2]ـ النحل، 63.

[3]ـ البقرة، 168، 208؛ الأنعام، 142؛ الأعراف، 22؛ يوسف، 5؛ الإسراء، 53؛ طه، 117؛ فاطر، 6؛ يس، 60؛ الزخرف، 62.

[4]ـ الحجر، 34-38.

[5]ـ الأعراف، 16-17، 27.

[6]ـ الأنعام، 43؛ الأنفال، 48؛ النحل، 63؛ فصلت، 25؛ النمل، 24؛ العنكبوت، 38.

[7]ـ النساء، 119-120؛ الإسراء، 64؛ الحج، 52 ـ 53؛ محمد، 25.

[8]ـ البقرة، 169؛ النساء، 119؛ مريم، 83؛ فاطر، 6.

[9]ـ المائدة، 91؛ الأنعام، 121؛ الإسراء، 53؛ يوسف، 100.

[10]ـ النساء، 76؛ الأعراف، 200-201؛ الأنفال، 11؛ يوسف، 5؛ المؤمنون.، 97؛ المجادلة، 10؛ الناس، 4-6.

[11]– لم تردنا معلومات فيما يتعلق بوهب سائر الشياطين حياة طويلة كإبليس، والظاهر أن ما أعطيه خاصُّ به. (أحمد لطفي كازانجي، العقيدة الإسلامية، ص: 111)

[12]ـ الحجر، 40-42؛ النحل، 99؛ الإسراء، 65؛ ص، 82-83.

[13]– الأعراف، 27، 30؛ النحل، 100؛ مريم، 83.

[14]– الأعراف، 200؛ النحل، 18؛ المؤمنون، 97-98؛ فصلت، 36؛ الناس، 1-6.

[15]ـ النساء، 76؛ إبراهيم، 22؛ الحجر، 42؛ النحل، 99؛ الإسراء، 65.

%d bloggers like this: